لطالما تخيّلتِ أمير أحلامكِ من نسج الخيال، آتياً إليكِ على حصانه الأبيض مرتدياً كاب يتطاير من خلفه. في الواقع، قد تكون قصص الأحلام هذه مستوحاة من تاريخ تصميم الكاب! لم يتمّ تحديد تاريخ ظهور الكاب لأوّل مرّة بشكل تفصيليّ، إذْ إنّه عرف منذ قرون وانتقل ليصبح تصميماً يرمز إلى القوّة. تتضارب الأقوال حول التاريخ التي تعود إليه هذه القطعة، إذْ يقول البعض إنّها اعتمدت منذ بداية التاريخ، أي من القرن الحادي عشر، أمّا البعض الآخر، فيقول بأنّ تاريخها يعود إلى العام 1300. شكّل هذا التصميم جزءاً من الزيّ الرسميّ للجنود من النساء لحمايتهنّ من البرد والمطر. تجدر الإشارة إلى أنّه أُطلق على صانعي الكاب في العصور الوسطى تسمية Mentel Makers. أخذ الكاب معاني مختلفة على مرّ التاريخ، وغالباً ما يشير طوله والطريقة التي تمّ من خلالها ارتداؤه إلى أسلوب الشخص ومهنته. على سبيل المثال، كانت الملكة Elizabeth I ترتدي كاب محاكاً بإتقان، يصل حتى طول القدمين كي لا تتبلّلا. في البدء، كان الكاب عبارة عن قطعة مستديرة من القماش تعلّق بالطوق الذي يضعه الشخص، لكن مع مرور الوقت، أخذ هذا التصميم منحى محترفاً، وبدأ يزيّن بالتطريز، بحسب الرتبة الاجتماعيّة أو المهنة.
مع حلول العصر الفيكتوريّ، شاع اعتماد تصميم الكاب ليصبح تصميماً عصريّاً للنساء. في القرن الثامن عشر، كان من المعتاد رؤية النساء من الطبقة المخمليّة يرتدين الكاب باللّون الأحمر، ليصبح سمة مميّزة للأزياء الراقية خلال هذه الحقبة. نادراً ما كانت تظهر امرأة من الطبقة الاجتماعيّة المرموقة في الأماكن العامّة دون هذا الكاب أو كجزء من ملابس الزفاف. كانت تصمّم هذه القطع لفترة طويلة من الوقت بشكلٍ تغطّي الجسم بالكامل وتُصنع من أقمشة المخمل أو الحرير، وغالباً ما يضاف إليها الفرو لجعلها أكثر أناقة. بدءاً من العام 1910، اعتبر Paul Poiret من أوّل المصمّمين المسؤولين عن تغيير تصميم الكاب، إذ ابتكر في العام 1919 أوّل كاب مستوحى من الأسلوب العرقيّ، أطلق عليه اسم Tanger. كما عُرفت Jeanne Lanvin بتصاميم الكاب، في العام 1926، ابتكرت تصميماً بشكلٍ بيضاويّ من المخمل الأسود مزيّناً بالفرو الأبيض ومطرّزاً بخرز من اللّونين الورديّ والفضيّ، كما أطلقت في العام 1935 كاب متعدّد الطبقات.
لا يزال المصمّم الأميركيّ Main Bocher مشهوراً بتصميم الكاب الأبيض والمزيّن بفرو الثعلب الفضيّ. عُرفت أيضاً Elsa Schiaparelli بالكاب الحريريّ الأحمر مع شمسٍ مطرّزة عليه من الخلف في سلسلة Astrologie بالإضافة إلى Glass Cape الذي تميّز بلونه الشفّاف. Yves Saint Laurent هو من صمّم الكاب المصنوع من الصوف. في بداية الثمانينيّات، كان تصميم الكاب لا يزال شائعاً في مجموعات بعض الدور اليابانيّة فقط، مثل Rei Kawakubo وComme des Garçons وYohji Yamamoto وغيرها. في التسعينيّات، ظهرت هذه الصيحة في عدد ضئيل من المجموعات، منها Giorgio Armani، بالإضافة إلى بعض مجموعات الأزياء الراقية، منها دار John Galliano و Jean Paul Gaultier برزت هذه الصيحة لدى مختلف الدور منها دار Chanel لمجموعة الأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2002، تلتها دار Dior لمجموعة الأزياء الراقية لموسم خريف وشتاء 2007. عادت هذه الصيحة وظهرت من جديد في عرض دار Haider Ackermann لموسم خريف وشتاء 2010، ثمّ في مجموعة دار Elie Saab للأزياء الجاهزة والراقية خلال موسم خريف وشتاء 2014. برزت مؤخّراً ضمن مجموعة دار Valentino للأزياء الراقية لموسم ربيع وصيف 2018.
حاز تصميم الكاب على الكثير من الاهتمام في الحملات الإعلانيّة، فقد ظهر في إعلان دار Lanvin خلال موسم خريف وشتاء 2012-2011، تلتها دار Valentino خلال موسم ربيع وصيف 2014، وأخيراً في حملة دار Alberta Ferretti الإعلانيّة خلال موسم خريف وشتاء 2017-2018.
نال الكاب حيّزاً كبيراً في الأفلام السينمائيّة، اعتمدته Audrey Hepburn سنة 1963 في فيلم Charade، كذلك الممثّلة Katie McGrath في سلسلة Merlin التلفيزيونيّة، وأخيراً الممثّلة Elizabeth Debicki في The Man from U.N.C.L.E. في العام 2015. كذلك اعتمدته بعض النجمات في إطلالاتهن.
إقرأي أيضًا: 10 قطع من الملابس والأكسسوارات تجذب الرجل بقوّة إليكِ
لائحتكِ الكاملة بالملابس والأكسسوارات: 30 قطعة أساسيّة لخزانتكِ
